اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين 2 مارس/ آذار الولايات المتحدة بزعزعة التوازن الاستراتيجي في العالم.
وقال لافروف الاثنين 2 مارس/ آذار في مؤتمر نزع السلاح المنعقد في جنيف إن "هناك اليوم عددا من العوامل التي تؤثر على التوازن الاستراتيجي، ومن بينها خطوات الولايات المتحدة وحلفائها أحادية الجانب التي أثرت بشكل هدام على الاستقرار الاستراتيجي"، مضيفا أن هذه الخطوات تقوض آفاق التوصل إلى "الصفر النووي".
وتناول وزير الخارجية الروسي موضوع الأسلحة عالية الدقة، مشيرا إلى أنها باتت تقترب من أسلحة الدمار الشامل من حيث قدراتها، وأن الدول الرائدة في مجال إنتاجها ستحقق تفوقا عسكريا واضحا، مما ينطوي على خطر الإخلال بالتوازن وزعزعة الاستقرار.
وأعرب لافروف عن قلقه من تأجيل سريان مفعول معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، ودعا كل الدول النووية للتصديق عليها، مشيرا إلى أن روسيا قامت بذلك في عام 2000.
وبخصوص الأسلحة النووية غير الاستراتيجية، أشار سيرغي لافروف إلى أن روسيا قلصت ترسانتها من هذه الأسلحة بمقدار ثلاثة أرباع، ونقلت كلها إلى القواعد داخل أراضيها. وأضاف أن روسيا قامت بهذه الخطوة غير المسبوقة في الوقت الذي لا يزال فيه السلاح الأمريكي المماثل منتشرا في أوروبا، وهو قادر على إصابة الأراضي الروسية.
كما لفت لافروف إلى أن بعض الدول غير النووية من أعضاء حلف الناتو تشارك في مناورات نووية مشتركة، وتتدرب على استخدام السلاح النووي تنفيذا لقرارات قمة الناتو في ويلز العام الماضي، وذلك خرقا للمادتين الأساسيتين من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي.
لافروف يشيد بجهود سوريا والمنظمات الدولية في إتلاف الترسانة الكيميائية السوريةوقال وزير الخارجية الروسي إن العملية غير المسبوقة بشأن نزع الأسلحة الكيميائية السورية انتهت الصيف الماضي، مؤكدا أن إخراج كافة مكونات الأسلحة الكيميائية من سوريا جرى بمساهمة روسية سياسية ومادية كبيرة وبفضل العمل المنسق للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والعديد من الدول، وقبل كل شيء سوريا نفسها، التي ضمنت حكومتها في الظروف الصعبة للغاية تنفيذ الالتزامات وفقا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وتعاونت بشكل جيد مع المؤسسات الدولية المعنية.
من جهة أخرى أعرب لافروف عن قلقه الكبير من عدم وضوح سير تنفيذ القرار الخاص بعقد مؤتمر دولي حول إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وكذلك وسائل إيصالها في الشرق الأوسط.
Reuters التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية
وقال الوزير الروسي إن الجهود الدولية السابقة فشلت في إجراء هذا المؤتمر في المواعيد المحددة، داعيا إلى مواصلة الحوار بمشاركة كافة دول المنطقة من أجل عقد هذا المؤتمر بشكل عاجل.
ورحب لافروف بتوسيع نطاق المناطق الخالية من الأسلحة النووية بعد توقيع البروتوكول الخاص باتفاقية المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في آسيا الوسطى، مؤكدا استعداد موسكو لتوقيع بروتوكول مشابه لمنطقة جنوب شرق آسيا.
كما أشار الوزير الروسي إلى إجراء "مفاوضات بناءة" بشأن تسوية قضية البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن موسكو تساهم بصورة شاملة في إنجاح هذه المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاقات تقوم على مبادئ اتفاقية منع انتشار الأسلحة الكيميائية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.