أسرار الأول من أيار
كاظم فنجان الحمامي
الأول من أيار. هو الأول من مايو. . فـ (أيار) هو (مايو) نفسه. وهو بالانجليزية (May). . ويسمونه أيضا يوم أيار. أو يوم مايو. أو (May Day). .
والعاملون في البحر يعلمون جيدا أن عبارة ( May Day ) . هي العبارة الشائعة الاستخدام . وتعبر عن نداء الاستغاثة الصوتية المتكررة, التي تستخدمها السفن والطواقم في طلب النجدة. وتستعين بها السفن المنكوبة, لحث المحطات الساحلية في تقديم المساعدات العاجلة. أو لاستدعاء فرق البحث والإنقاذ البحري للقدوم إلى مسرح الحادث, وتقديم العون والإسناد للسفن المحفوفة بالمخاطر. . فهي إذن تبدو لأول وهلة, صيحة عالمية للاستغاثة. وصرخة متداولة على نطاق واسع من قبل السفن والطواقم, في كافة البحار والمحيطات. .
وان عبارة ( May Day ), وتعني يوم أيار (مايو). من العبارات الشائعة أيضا في عالم الطيران الحربي والمدني. وتستخدم لطلب النجدة والاستغاثة في الظروف الحرجة. . والأول من أيار. أو الأول من مايو. أو 1/5 . أو May Day . هو اليوم العالمي الوحيد, الذي يشترك فيه العالم كله للاحتفال بعيد العمال. . وقد تم اعتباره عيدا عالميا للعمال اعتبارا من عام 1886 . وولدت الفكرة في مدينة شيكاغو الأمريكية عام 1886 , وذلك على أثر قيام الحكومة الأمريكية بتدبير مذبحة للعمال المطالبين بتحديد ساعات العمل بثماني ساعات. قتل خلالها ستة عمال مضربين يوم 1/5/1886 . وانفجرت يوم 4/5/1886 قنبلة مجهولة المصدر, أسفرت عن مقتل سبعة عناصر من أفراد شرطة شيكاغو. . . لكننا لو عدنا إلى الوراء. وفتشنا في السجلات التاريخية, وتعمقنا في كشف خفايا المنظمات السرية. لوجدنا أن هذا اليوم, له حكايات مثيرة للجدل. تنطوي على مفاهيم غامضة, وغايات شيطانية مريبة. . بينما نجد أن فقراء العمال يحتفلون بهذا اليوم, من دون أن يعرفوا لماذا في هذا اليوم بالذات ؟؟. .
وان العاملين في البحر والجو يرددون مضطرين اسم هذا اليوم, عبر أجهزة الهاتف اللاسلكي, كلما واجهتهم المصائب في عرض البحر, أو في كبد السماء. وكأنما أريد لعبارة (May Day) أن تكون هي الكلمة السحرية, التي تضمن لهم النجاة من اخطر الكوارث البحرية والجوية. وهم لا يعرفون لماذا تم اختيار هذه العبارة بعينها, وليس غيرها من العبارات المختصرة, من مثل كلمة ( النجدة Help ) ؟. .
أذن دعونا نراجع السجلات التاريخية العتيقة, ونتعرف على طبيعة وأهداف الجهات, التي تقدس هذا اليوم, في الفترات الزمنية التي سبقت العام 1886. ثم نناقش الغايات الخفية التي تقف وراء تخليد هذا اليوم بالذات. .
فلو عدنا إلى العصور القديمة. سنجد أن الأول من أيار (مايو) من الأعياد الوثنية الشائعة عند القبائل الأوربية, وتقام فيه الاحتفالات السنوية الراقصة لتكريم الأشجار والنباتات. ويمثل عيد الخصوبة .ويطلق عليه اسم ( البيلتان). ويكتب ( Beltaine . أو Beltane ). وهو اسم لشهر أيار (مايو) في التراث الايرلندي. .
ويحتفل أتباع طائفة ( الويكا Wicca ) بعيد (البيلتان) . وهو عندهم من الأعياد الموسمية الثمانية, في التقويم الوثني لطائفة الويكا, التي تتقن ممارسة السحر والشعوذة الوثنية الشيطانية. وتبدأ احتفالاتهم في الأول من أيار (مايو), عن طريق نصب عمود طويل, ومزين بالرموز والشعارات الشيطانية الغامضة, يوضع في الساحة المعدة للرقص الجماعي الماجن.
ويسمى هذا العمود ( May Pole ). وتثبت في رأسه أشرطة ملونة من الحرير و الشيفون. بحيث يمكن الإمساك بها من قبل الراقصين والراقصات. وينطلق الاحتفال على أنغام الموسيقى الصاخبة, بالدوران حول العمود. فتتشابك أشرطة الراقصات مع أشرطة الراقصين, بأسلوب متهتك. ويختلط الحابل بالنابل. . ولم تقتصر الاحتفالات الراقصة, بالدوران حول عمود مايو ( May Pole ) على سحرة الويكا. بل أصبحت من الاحتفالات الشائعة في عموم أوربا. ويمارسها الناس خلال ساعات النهار, في المدن والأرياف, في الأول من أيار (مايو), من كل عام. .
والأول من أيار (مايو) مرتبط بولادة الإلهة الرومانية (مايا Maya), وهي عندهم زوجة المريخ, وأم المشتري. . ومنهم من يحتفل في هذا اليوم لتخليد إلهة الزهور والربيع ( فلورا Flora ). وتقام فيه المهرجانات الراقصة. ويسمى ( الفلوراليا Floralia ). وهو عبارة عن يوم وثني آخر. يحتفل به للترحيب بفصل الدفء والنمو. . وجرت العادة في اليونان القديمة على الاحتفال في هذا اليوم بالذات. ويطلق عليه اسم ( فونتيناليا Fontinalia ). وتقوم فيه الفتيات بتعليق باقات الزهور على أبواب بيوتهن, وذلك للابتهاج بأرواح المياه المقدسة. . وتسمي بعض القبائل الوثنية هذا اليوم بـ ( حواء مايو May Eve ). ومازال الأطفال في بعض الولايات الأمريكية, يمارسون اللهو والمرح في ليلة الأول من أيار (مايو), معتقدين بأن العفاريت تخرج عليهم في منتصف تلك الليلة من خلف التلال البعيدة. .
وفي الأول من أيار (مايو) من عام 1776 تأسست المنظمة التي تسمى (منظمة النورانيين). أو حاملي شعلة الشيطان. وهي منظمة خبيثة أسسها المنحرف (آدم وايزهاوبت Adam Weishaupt) . وكان يهدف إلى استحداث نظام ظلامي عالمي, يدعو إلى عبادة الشيطان بصورة علنية, ويمهد لظهور الأعور الدجال.. ويعمل من اجل تعزيز قوة مملكة إبليس في كوكب الأرض, وذلك من خلال نشر الفساد والأمراض, وإشاعة الفوضى في العالم. ويرى هذا الملعون. إن هذه الأهداف الشريرة لن تتحقق إلا بتدمير المرتكزات الدينية السماوية. . وكانت هذه الأفكار السوداوية تلتقي مع مساعي الماسونية وغاياتها المسمومة, التي اشتركت مع هذه المنظمة في مضمون الشعار, الذي أطلقته على تنظيماتها فيما بعد. وهو (النظام العالمي الجديد). ويكتب باللغة اللاتينية (NOVUS ORDO SECLORUM). . وما العولمة إلا اختصارا مفضوحا, واختزالا سافرا لتطبيقات ما يسمى بالنظام العالمي الجديد. .
ولاحظ معي, عزيزي القارئ اللبيب, إن هذا الشعار الذي تؤمن به تلك الجماعات الظلامية, مكتوب بشكل واضح وصريح, على العملة الورقية الأمريكية من فئة (الواحد دولار). وكذلك يمكن ملاحظة تاريخ تأسيس تلك المنظمة الضالة محفورا في قاعدة الهرم الشيطاني على الدولار. ومكتوبا بالأعداد الرومانية القديمة ( MDCCLXXI ).
فالعدد الروماني ( MDCCLXXI ) = العدد العشري 1776 . أليس هذا تطابقا عجيبا بين رموز أكثر المنظمات شذوذا في العالم على الإطلاق. وبين العملة الأمريكية من فئة الواحد دولار ؟؟. . ويحق لكل إنسان عاقل, بعد الاطلاع على الحقيقة. أن يتساءل عن سر هذا التشابه اللامعقول في الرموز, والعبارات الظلامية الشيطانية المفسدة في الأرض, مع أقوى عملة في العالم ؟؟. .
وهناك المزيد من الحقائق التاريخية, والممارسات التي مازالت سارية حتى يومنا هذا, والتي تثبت لنا, أن الأول من أيار (مايو) من الأيام المرتبطة بأعياد الطوائف, والقبائل الوثنية, والمنظمات الشيطانية, التي انتشرت في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية, وذلك في الفترات الزمنية التي سبقت تاريخ وقوع الاشتباك بين العمال المتظاهرين, وبين عناصر شرطة شيكاغو. . وأثبتت الوقائع أن إحياء ذكرى عيد العمال العالمي. ابعد ما يكون عن العيد. لأنه في الواقع يوم للتدليس والتدجيل. .
وأن العمال مازالوا يعانون من الاستغلال والظلم والتعسف. من قبل أرباب العمل المتسلطين عليهم. وان إحياء ذكرى مأساة العمال عام 1886 . قد زيفت وسرقت. حتى أصبح الحكام هم الذين يحتفلون في هذا اليوم, ويخطبون فيه. على الرغم من وقوفهم في الخندق المعادي للطبقة العمالية الكادحة. . وان الغايات الخفية التي تكمن وراء تخليد الأول من أيار (مايو) على الصعيد الدولي, مازالت تثير الشكوك وتبعث على الارتياب. .
ولا يزال السؤال – في اعتقادي – قائما عما إذا كان التطابق في احتفالاتنا يوم الأول من أيار. مع احتفالات المنظمات الشيطانية. هو مجرد مصادفة عابرة ؟؟ . في الوقت الذي مازالت فيه المنظمات الشيطانية تمارس احتفالاتها الشاذة في اليوم نفسه. . ويتكرر السؤال مرة أخرى, عما إذا كان التوافق في استخدامنا لعبارة ( الأول من أيار May Day ), كنداء دولي للاستغاثة, وطلب النجدة في البحر والجو. مع الاستخدامات الواسعة للطوائف الوثنية الجديدة, والجمعيات السرية التي تعبد الشيطان ؟؟. هو مجرد تطابق وتوافق ساقته رياح المصادفة البريئة, وعممته على السفن والطائرات ؟؟. . أنا شخصيا استبعد أن تكون النظرية الاحتمالية قد لعبت دورها هنا. وارى أن نظرية المؤامرة هي التي ينبغي أن تؤخذ بنظر الاعتبار عند مناقشتنا لهذا التوافق والتطابق المفبرك.