مهم للغاية يمنع نقل هذه القصة لانها مسجلة للكاتب ومن ينقلها من دون ذكر المصدر سيتعرض للمسألة القانونية
جعفر وجعفر و الزمن الأشتر (قصة واقعية حدثت في الخيال ) ... الجزء الأولوبعد نهاية يوم دراس حافل بالمحاضرات والأحداث فضاه ( جعفر ) في قاعات
الكلية حيث الدراسة وكافتيريتها مع ( الزاموكة ) و أزقة الجامعة حيث لعب
الكشتينة و البلياردو وتبادل السجاير و أكياس الصعوط و الحاجات التانية ،
وعند وصوله إلى إستاد الخرطوم في حوالي الساعة السادسة ( الوقت البطلعو فيه
ناس السودان والنيلين وهم _ ماشاء الله _ مية الف نفر ) وبينما كان يفكر
في طريقة للعثور على مركبة تقله إلى منزله - وهو يعلم تماما حجم المشقة و
المعاناة التي سيتكبدها في سبيل نحقيق هذه الغاية النبيلة والطموح العظيم
-إذا بقريس تمر بجانبه وكمساريها ينادي ( لفة لفة لفة لفة لفة ) لم يتمالك
جعفر نفسه من الفرح وبدأ بمطاردة القريس ملبيا النداء هو وجميع من سمعو هذا
النغم الجميل و الذي كان لهم بمثابة معزوفة شجية أبدع بيتهوفن في كتابة
جملها اللحنية و أداها ياني وفرقته في أبهى صورة ..
فهذا
الصياح - أحبتي - يمثل لهم المنقذ و المخرج خصوصا وانهم قد خبروا حجم
المعاناة بالتجارب المريرة التي يمرون بها كل يوم وكل ليلة والتي يعلمون
تمام العلم أنها تتزايد مع طول فترة الإنتظار فتصبح هنا للانية قيمتها
فالمعاناة تتناسب طرديا مع مرور الوقت والذي يتناسب يتناسب طرديا مع عدد
الركاب المنتظرين ..
وبينما يتلذذ السائق بتعشيم
الركاب المهرولين ناحية السيارة بتخفيض سرعتها وتقسيم السير حتة حتة و
الكمساري يواصل عزف مقطوعته الشجية ( لفة لفة لفة لفة ) و يواصل الركاب
الركض ناحية القريس التي تهدئ من سرعتها كلما بعدت المسافة بينها وبين
الركاب وتبدأ في السير بسرعة عند إقترابهم ، و بينما يواصل جعفر الجري في
مارثون المأتي متر حواجز لم يكن يدري بحفرة المجاري الكبيرة الفاتحة على
جانب الزلط ولم تقع عليها عيناه التي كانت تسرح في مؤخرة القريس و التي كتب
سائقها على الزجاج الخلفي ( جميلة ومستحيلة ) .. لم يدري جعفر بنفسه إلا
وهو في غياهب حفرة المجاري والتي كانت ممتلئة بأطيان و أوساخ الخريف القبل
القبل الفات ..
أحس جعفر بأنه يسقط من إرتفاع شاهق
خصوصا مع طول الوقت الذي قضاه في الهواء قبل أن يستقر به الوضع غاطسا في
الطين والعفن ، وبينما كان ذلك الجمع الغفير من المواطنين يواصل الهرولة
نحو القريس لم يتنبه أحد لفقدان جعفر أو سقوطه ، فهو واحد من خمسية نفر
قاعدين ومتخمرين منذ الساعة الرابعة .. فلن يشكل نقصان واحد منهم فرقا
كبيرا لاسيما و أنه قد فقد في لحظة حاسمة من تاريخ وجودهم بالإستاد وهي
لحظة مرور ( الحميلة ومستحيلة ) ..
كان عمق الحفرة حوالي
المترين وهو ليس بالإرتفاع الشاهق حيث أنه بإمكان أي شخص القفز والخروج ،
إلا أن الحفرة - و للأسف - كانت ممتلئة بالمياه ( الآسنة ) و الطحالب
والأوساخ مما جعل جعفر يغطس من صوفه وحتى أخمص قدميه داخلها ، لم يستطع
السباحة لشدة لزوجة المياه وفقد القدرة على التنفس وواصل الغرق في أعماق
المياه ..
حاول جاهدا الإرتفاع نحو الاعلى حتى خارت قواه
وفقد القدرة على المقاومة فأحس بحالة أشبه للشلل وبدأ في الغطس نحو الأسفل ،
حينها بدأ يسمع بعض الأصوات الغريبة و يرى بعض الأضواء التي تخفت حينا
وتزيد حينا آخر، عزا هذه الأضواء إلى التعب ونقص الأكسجين وفكر في أنه
بدأ بالهلوسة أو أنها غيبوبة ( خصوصا و أنه لا يعلم الزول الفي غيبوبة بكون
شايف ولا حاسي ولا حلمان ولا الحاصل عليه شنو ) .
واصل
جعفر الغطس وزادت شدة الأضواء قبل أن يحس بإرتجاجات عنيفة تهز جميع أجزاء
جسده تزامنت مع دخوله في نقطة تقع في منتصف تلك الأضواء ، أغمض عينيه بشده و
إزدادت دقات قلبه وبدأ في التشهد فقد أحس أنه يمر بسكرات الموت .
وفجأة
بدأت الأصوات تخفت وقلت شدة الضوء ، و أصبح جعفر يسمع أصوات الكماسرة
ينادون بوضوح ( لفة على خمسمية الف لفة لفة لفة على خمسمية ألف ) لم يستوعب
الوضع خصوصا و أن لزوجة المياه قد خفت بصورة كبيرة رغم أنها لازالت تحوي
بعض الأوساخ فحاول السباحة وإستطاع الخروج بصعوبة بالغة نسبة للتعب
والإرهاق الذي يشعر به نسبة لما بذله من مجهود .
يتبع