وتستمر اعجازاتا القرآن الكريم ...( حملة .أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
﴿النساء - 82﴾
في اللغة العربية . هناك فرق بين كلمتي ( الحية )و( الثعبان) ..
الحية تطلق على الصغير..
بينما يطلق الثعبان على الكبير المخيف...
أنظروا كيف كانت دقة القرآن التي أعجزت العرب ..
حينما أستخدم الكلمتين..
الموقف الأول
عندما كان موسى سائراً بأهله ليلاً فأبصر ناراً وجاء ليستأنس
بها فناداه الله أن يلقي عصاه.
(قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى)
( طه - 20)
هذا مناسب لسيدنا موسى لأن المطلوب أن يرى معجزة وليس
المطلوب أن يخاف منها، لذلك تحولت العصا إلى حية صغيرة
الموقف الثاني
عندما ذهب موسى إلى فرعون فطلب منه فرعون الدليل
على صدق رسالته من الله تعالى فألقى موسى عصاه.
(فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ)
( الأعراف - 107 ، الشعراء - 32)
فالمطلوب إخافة فرعون لعله يؤمن ويستيقن بصدق موسى...
فتحولت هنا إلى ثعبان.
الموقف الثالث
عندما أجتمع السَّحَرة وألقوا حبالهم وعصيّهم وسحروا
أعين الناس، فألقى موسى عصاه.
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ)
( الأعراف - 117)
لا نجد أي حديث في هذا الموقف عن ثعبان أو حية فلماذا؟
إذا تأملنا الآيات بدقة نجد أن السحرة أوهموا الناس
بأن الحبال تتحرك وتسعى،
كما قال تعالى:
(فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)
( طه - 66)
وهنا ليس المطلوب أن يخاف الناس بالثعبان، وليس المطلوب
أن تتحول العصا إلى حية، بل المطلوب أن تتحرك العصا
وتلتهم جميع الحبال والعصِيَ بشكل حقيقي، لإقناع
السحرة والناس بأن حبالهم تمثل السحر والباطل،
وعصا موسى تمثل الحق والصدق.
ولذلك يقول تعالى:
(فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَاكَانُوا يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا
صَاغِرِينَ *وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *
رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ)
( الأعراف 118 - 120)
سبحان الله العظيم على الدقة المعجزة...
حقا لا يمكن أحلال كلمة مكان أخرى فى القرآن..
(لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
(فُصِلَّت - 42)
اللهم أنفعنا وأرفعنا بالقرآن العظيم