كيف كانت أخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم مع جيرانه وأعدائه؟
الإجابة :
كان صلى الله عليه وسلم حريص على أن يعامل الجار معاملة راقية ، فيسأل عنه إذا غاب ويعوده إذا مرض ويشاركه في سراءه ويعينه في ضراءه ويؤثره بخيره وبره حتى جعل للجار حقاً يكاد يكون به جزءا أصيلاً من عائلته له حق في ميراثه فقال صلى الله عليه وسلم : {مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ}{1}
أما أعداءه فكان صلى الله عليه وسلم لا يحمل نحوهم ضغينة ولا حقداً ولا يفكر في سوء أو شر أو خديعة ، حتى أنه صلى الله عليه وسلم لدقة مشاعره الإنسانية عندما علم أن قريشاً وهم أشد المحاربين له أصابتهم مجاعة وقحط أرسل إليهم خمسمائة جمل محملة بالميرة والطعام لإسعافهم
ولذا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبادئ قوماً قط بحرب بل كانت حروبه كلها دفاعاً عن النفس ، وهو كما أرسلته العناية داعٍ للهداية ، وعندما اشتد أذي قومه في عدائهم لهم وقال له أصحابه " ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ " قال صلى الله عليه وسلم: { ِإنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً}{2}
ومن شدة رأفته وشفقته صلى الله عليه وسلم لأعداءه أنه كان يقول لجنده :{أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَلاَ تَعْصُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَجْبُنُوا ، وَلاَ تَهْدِمُوا بَيْعَةً ، وَلاَ تُغْرِقُوا نَخْلاً ، وَلاَ تُحْرِقُوا زَرْعَاً ، وَلاَ تَجْسِدُوا بهيمَةً ، وَلاَ تَقْطَعُوا شَجَرَةً مُثْمِرَةً ، وَلاَ تَقْتُلُوا شَيْخَاً كَبِيراً وَلاَ صَبِيَّاً وَلاَ صَغِيراً وَلاَ امْرَأَةً ، وَسَتَجِدُونَ أَقْوَامَاً قَدْ حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الْصَوَامِعِ فَدَعُوهُمْ وَمَا حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ لَهُ}[3]
أي لا يقاتلوا إلا المقاتلين ، ويوصي حتى في المقاتلين ألا يبدأوهم بالقتال وألا يغدروا وألا يمثّلوا بجثثهم - أي يشوهوا أعضائهم بعد قتلهم – بل كان حتى يحترم الموتى من أعداءه ويقف لهم ، فقد مَرَّتْ به جَنازةٌ فقامَ ، فقيلَ له: إنها جَنازةُ يَهوديّ ، فقال {أليسَتْ نَفساً؟}[4]
وهكذا نجد ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الصورة المثلى للتسامح وحسن الرعاية وجمال الخلق حتى مع أعداءه صلى الله عليه وسلم