السؤال
أنا شاب طالب في سن 17، ومشكلتي هي العادة السرية، وأحاول بشدة في مقاومتها وأستطيع البقاء فترة دون الاقتراب منها وأستسلم في النهاية بسبب تعرضي لما يحرك شهوتي، وأحياناً يكون إيماني قوياً وأكون ثابتاً جداً وأستمر لفترة طويلة دون ممارستها تقرب من أسبوعين وأكون بعيداً عن أي شيء يثيرني وأواظب على الصلاة في المسجد، وفي النهاية أصاب بضيق في صدري وأشعر برغبة زائدة في النوم وينتهي الأمر بالعادة السرية ثم أبدأ من جديد، مع العلم أنني لم أستطع حتى الآن كسر حاجز 3 أسابيع دون ممارستها، كما أنني قرأت بعض الكلام من أنه من الممكن ممارستها قليلاً للتنفيس قليلاً، ولكنني غير مقتنع بهذا الكلام، فأنا لا أستطيع أنا أجمع بينها وبين إيمان قوي ولا أدري ماذا أفعل وهل سأستمر هكذا دائماً؟ فأنا أخشي أن يأتي علي وقت تصعب علي التوبة فيه، فالذنب واحد ويتكرر ولا أحرز تقدماً فالمشكلة هي حالة ضيق الصدر التي تصيبني في النهاية والتي تمنعني من إكمال حياتي بدون ممارستها.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر ذنبك، ويطهر قلبك، ويحصن فرجك، واعلم أن الحل الناجع للإقلاع عن هذه العادة السيئة هو الزواج، فإن لم تستطع فعليك بالاستعفاف، امتثالا لقوله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ{النور:33}.
ومن يستعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، فعليك بالاستمرار في مجاهدة نفسك وعدم ترك العنان لها، يقول ابن القيم رحمه الله: دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلا، فإن لم تتداركه بضده صار عادة، فيصعب عليك الانتقال عنها.
كما يمكنك الاستفادة من قسم الاستشارات في الموقع، وإن وقعت في الذنب بعد ذلك فبادر بالاستغفار وتجديد التوبة وفعل الصالحات، قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135}.
وقال عليه الصلاة والسلام: وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه أحمد والترمذي، وحسنه.
والله أعلم.