جرى حوار بين بين الدمعة والبسمة وكان ذلك في لقاء غير مسبوق ، فراح كلا منهما يدلي بخواطره وما يمكن أن يحملاه من معاني .
فقالت الدمعة : أنا قطرة الندى التي تسقط على الوجنات فتعبق بها عطور البساتين وتتنفس على إثرها الصدور ، بي يفتح الأمل وبي تشتق الدروب ، فبي يعرف الإنسان ضعفه عندما تتكالب عليه المخاوف .. وبي يعود عن غيه وجهله ... شكلي لؤلؤة ، أترك في قلوب الأحياء أثرا عجزت عن إدراكه قلوب الموات .
لايحجزني عن الظهور تلون ولاتكلف ، فأنا الصادقة أنزل عن إعتصار القلب من الكمد وعند إجترار الهوان ... فأنا رمز التطلع إلى غد تملأه الأنوار وأهازيج الطيور التي تشدوا عذب الألحان وترقص الأزهار طرابا على إيقاعي كأنني النبع الصافي الذي يسقي ....
ثم إنتبهت وقالت : عفوا أختي أخذت في الكلام وسأترك لك المجال لتأخذي حقك من الكلام ...
قالت البسمة : كلامك جميل ... مع ذلك سأكشف لك عن هويتي ، فأنا الصفاء بعد الإكفهرار ، والهدوء بعد الإضطراب ، يتوق لرؤيتي الكبير والصغير من بني الإنسان .، فأنا الهلال الذي يبشر بقدوم السلام ، قد أختبأ بفعل شياطين الإنس والجان ، وقد تمزق شفتايا وقد تخدش وجنتايا لكنني أعود ...
أنا الإطباق على الماضي وتمهيد المستقبل وصفحة الحاضر .. أتناسى جميع آلامي وأحزاني من فرط الأوجاع ، فبي الجمال قد عرف وأتلقى عذب الأوصاف من شعراء قد غاصوا في مغازلتي فأسلت لهم الأقلام وسودت لهم الصحائف فما بلغوا في وصفي ما يشفي لهيب الهيام ...
فتخل على إثر ذلك من لم يكن له دخل الكلام فقال : هل لكما من سبيل إلى الإمتزاج ؟
فلربما كان اللقاء عند نقاط العبور....... أو عند الجسور .... أو الحدود .... فذهبت مخيلتي لتسائل عن نتيجة اللقاء وتوقعاته التي ربما الزمن يكون كفيل بالإجابة ويعطينا فصل الخطاب .
ودمتم سالمين