الجرح والتعديل هو علم يختص بدراسة سند الحديث دون متنه، ويقصد بسند الحديث الرجال الذين رووا الحديث، بينما يعني المتن نص الحديث.
ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الامام البخاري رضي الله عنه: حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال حدثنا سفيان قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)
فالأشخاص الملونين باللون الأزرق من الامام البخاري وصولا لعمر بن الخطاب هم سند هذا الحديث، وسموا سند الحديث لأنهم يسندونه إلى مصدره وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يسمى السند أيضاً بالعنعنة لأننا نقول عن عن كما يسمي أيضا بالثنثنة لأنه يقول حدثنا حدثنا، أو أخبرنا أخيرنا
أما متن الجديث فهو الجزء البرتقالي الذي يتمثل في نص الحديث.
فعلماء الجرح والتعديل يدرسون كل هؤلاء الرواة ابتداءا من التابعي الأول الذي روى عن الصحابي وهو في المثال الذي معنا ( علقمة) ووصولا لأخر تابعي حدث البخاري أو مسلم وهو هنا: (الحميدي عبد الله بن الزبير) للتأكد من مدى صدقهم وأمانتهم في النقل من جهة، ومدى دقة الرواية مما قبله وهل هو عاصره وعاش معه في نفس العصر حتى يسمع منه من جهة ثانية.
ورغم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ممن أسندوا الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه لا يدخل في الفحص والتمحيص، فقد إتفق علماء الجرح والتعديل على أن الصحابة رضوان الله عليهم كلهم عدول لا يتطرق لهم الجرح والشكوك، لذا فان البحث في صدق رجل كعمر بن الخطاب هو ضرب من التكلف والتعب الذي لا داعي له بعد أن وصفهم الله تعالى نفسه بالعدل في قوله تعالى ( محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار ......) ..
وبعد التأكد من صحة التسلسل التاريخي لهؤلاء الرجال، وبعد التأكد من أنهم ليس من بينهم من هو مجروح في تقواه وصدقه ودقة وجدية ما يبذل من تتبع وتدقيق يقولون لك هذا الحديث صحيح أو حسن أو ضعيف أو موضوع أو أي حكم آخر من عشرات أوصاف ومراتب الحديث سواء بالسلب أو الايجاب