بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أستطيع فهم وإدراك الدفاع عن شخصية تحبها بحجة الاقتناع ورؤيتها أنها أفضل مما أظن، لكن الاستمرار في الدفاع يعني قصر وعي منك وعناداً مني إن استمر تعليقي على ذلك، وفي ذلك اعتبارات فكرية نفسية واجتماعية.
منذ سنوات وأنا ألاحظ هوس الناس والشباب خصوصاً في تبني قدوة واعتبارها المنقذ لهم وأي نقد يعد شتيمة وحقداً، ورغم هذا تجد عادة النقد موضوعياً ومع ذلك فقليل منه دقيق صرف.
حاجة الشباب في مجتمعاتنا العربية للقدوة حاجة مفهومة بالنسبة لي، لكن هذه الحاجة عبارة عن حالة نقص ذاتي في تبني فكر مستقل عن كل بهرجة وقتية، لاحظ كل نماذج القدوة التي يتخذها هؤلاء الشباب مجرد أبواق، فهذه القدوة سبيل للسيطرة إن تمعنت جيداً، والفراغ الذي يعانيه الشباب من نشاطات حقيقية هو ما يجعلهم يذهبون هرولة للبحث عن قدوة فنية، رياضية، إعلامية.. الخ.
يفترض بهؤلاء الشباب الانشغال بالحياة الفعلية وترك كل هذا العبث الذي هو تدمير أكيد فنادراً ما يكون بناء فعالاً، والذهاب لتطوير المهارات والفرح بهذه المرحلة العمرية الجميلة. ولترى ضياع الشباب يمكنك ملاحظة تدويناتهم عبر تويتر وصورهم عبر انستغرام، شيء يدعو للتفكر.
مجموعة ترى في الأزياء والشتم سبيلاً للشهرة، ومجموعة في تبني آراء سياسية ذات توجه غير معروف بل مجرد تجمعات ومحاكاة سطحية للعقول وشعارات تقدمية مبهمة ولا أي تقدم فعلي ولا أي نتيجة حقيقة بل كل ذلك تناقض جلي واضح بين الشعار والتطبيق، ومجموعة تلهث وراء المعارض والدورات لتعرفها الناس وتذكرها، ولا أي محصول فكري حقيقي.
لا أعلم ما الخلل، لكن يحتاج ذلك وقتاً طويلاً لتوافر جيل يمكن أن يدير مؤسسة ويشرّع قانوناً فالحياة هدف مو عبث.